محمد، عجيب هذا الاسم، كيف لا يكون عجيباً و هو اسم خاتم النبيين وحبيب إله العالمين، كيف لا و هو من أنقذ البشرية وأبعد عنها الضلال، محمد الذي في ساعة مولده انطفأت نيران فارس، في مثل هذه الأيام التي نعيشها ولدت هذه الشخصية العظيمة، شخصية منذ ولادتها ولدت معها امة أَرت الدنيا انصع وجه للوجود، بعد أن خلصه المصطفى من دنس الجاهلية.
شخصية عظيمة في أخلاقها وصفاتها، هي من أنزلت عليها الآية "وإنك لعلى خلق عظيم"، رسولنا العظيم الزاهد العابد الحافظ للأمانة، رسولنا العظيم الذي قيل أنه صلى حتى انتفخت قدماه، رسولنا -الذي كان مع عظمته التي وصفه بها القرآن- أكثر الناس تواضعا حيث شارك المسلمين بناء المساجد وبناء الخندق قبل غزوة الخندق، هو محمد صلى الله عليه وآله وسلم، الشجاع الذي لا يهاب قتال الكفار والمنافقين، محمد الحليم الجواد العفو الذي صفا قلبه من كل حقد وغل، محمد الذي عفا عن كل من آذوه وآذوا أصحابه، ومن ينسى موقفه صلى الله عليه وآله حين عفا عن "وحشي" قاتل عمه حمزة عليه السلام، ومن ينسى موقفه حين عفا عن المرأة اليهودية التي دست له السم لتقتله، بعد بيان ما لهذه الشخصية العظيمة من فضل ورفعة ما لنا لا نقتدي بها في أفعالها ومواقفها؟ لو أننا حاولنا أن نسترجع ولو الشيء القليل اليسير من هذه الصفات العظيمة والأخلاق الرفيعة لعادت أمتنا إلى ما كانت عليه، ولاستطعنا أن نُرجع سابق عهدنا.